كان الصحابة إذا أرادوا أن يفترقوا من مكان أو طريق لا يفترقون حتى يقرأ
بعضهم على بعض هذه السورة ﴿وَٱلۡعَصۡرِ
١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣} [سورة العصر] ليتذكروا هذه
السورة ويعملوا بها وينبه بعضهم بعضًا على أهميتها هكذا كان السلف الصالح بعضهم مع
بعض كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه
عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هكذا المؤمنون يوصي بعضهم بعضًا بالحق
ويصبرون على ما ينالهم في مقابل ذلك من التعب والمشقة؛ لأن ذلك في سبيل الله عز
وجل فلو أن الناس عملوا بهذه السورة العظيمة لوسعتهم كما قال الإمام الشافعي رحمه
الله: لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكَفَتهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
***
الصفحة 6 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد