ءَامَنُواْ
كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ
أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ﴾ [النساء: 135].
وأمر بالعدل بين الزوجات والعدل بين الأولاد والعدل بين الناس وحرم الظلم
ونهى عنه، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «يَا
عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ
مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا» ([1])، وتوعَّد الظالمين بأشد الوعيد والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وهو
ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الشرك لأنه وضعٌ للعبادة
في غير موضعها، قال الله سبحانه: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ
وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82] والظلم المراد به هنا الشرك بدليل قوله صلى الله عليه وسلم
لمَّا سُئل عن هذه الآية قال: «إِنَّهُ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسمَعُوا إِلَى قَوْلِ
الْعَبْد الصَّالِح: ﴿يَٰبُنَيَّ
لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13] » ([2]) فالشرك ظلمٌ عظيمٌ لأنه وضعٌ للعبادة في غير موضعها وصرف لها لغير مستحقها
وهو الله سبحانه وتعالى ولذلك فإن الله لا يغفر للمشرك فظلم الشرك لا يغفر، قال
الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48] وحرم الجنة
على المشرك ﴿إِنَّهُۥ مَن
يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ
وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾ [المائدة: 72].
والنوع الثاني: ظلم العبد لنفسه وذلك بالمعاصي التي هي دون الشرك فالإنسان إذا عصى الله فقد عرض نفسه للعقوبة ووضعها في غير موضعها كان الواجب عليه أن يزكِّي نفسه بالطاعات ويجنبها المحرمات
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد