صلاح الأبناء لا يأتي عفوًا بدون سببٍ بل لابد
من سبب يبذله الآباء، من ذلك الدعاء لهم بالصلاح فيدعو لأولاده بأن يصلحهم الله
ويهديهم ويكثر من الدعاء، فالأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- يدعون لأولادهم قبل
حصولهم فإبراهيم الخليل يقول في دعائه: ﴿رَبِّ
هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100]، وزكريا يقول في دعائه: ﴿رَبِّ
هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38] إبراهيم
الخليل يقول في دعائه: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي
وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبراهيم: 35] ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي
مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ﴾ [إبراهيم: 40] وهذا من أعظم الأسباب لصلاح الأبناء دعاء آبائهم لهم
بالصلاح والاستقامة والله سبحانه قريب مجيب لمن دعاه، وكذلك من أعظم أسباب صلاح
الأولاد تربيتهم من الصغر على الفضيلة وعلى الدين وعلى الأخلاق الطيبة فالصغير
يتقبل وتنقبع التربية في ذهنه وعقليته وتشب معه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا
أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ،
وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، فواجب على الآباء أن ينفذوا هذه الوصية النبوية في أولادهم إن كانوا
يريدون لهم الصلاح من صغرهم أما إذا كبروا فلن يستطيعوا تربيتهم إذا انحرفوا كما
قال الشاعر:
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت *** ولا تلين إذا
كانت من الخشب
كثير من الآباء يغدق على أولاده من الأموال ويعطيهم ما يريدون يملأ جيوبهم بالنقود ويشتري لهم السيارات الفارهة الجديدة ويظن أن هذه هي التربية، هذه تربية بهيمية ربما أنها تطغيهم ولكن التربية الحقيقية تربية القلب تربية النفس على الطاعة والأخلاق الفاضلة هذه هي التربية
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد