الحميدة، كثير من الآباء لا يعرف أبناءه إلا أنه يسميهم بأسمائهم ويأتي لهم
بالطعام والكسوة ولا يدري عما سوى ذلك إلا أنهم يأوون إلى بيته مثل البهائم التي
تأوي إلى حظائرها بالليل وهذا تفريط عظيم وإهمال، فالواجب على الوالد أن يتفقد
أحوال أولاده في البيت وخارج البيت ولو تعب في ذلك فالتعب في هذا فيه أجر عظيم وله
فائدة كبيرة فعلى الآباء أن يتابعوا أولادهم في داخل البيت فلا يجلب إلى البيت ما
يفتنهم ويفسد أخلاقهم ويشغلهم عن العبادة ويشغلهم عن دراستهم والاستعداد لمستقبلهم
يوفر لهم القنوات الفضائية يوفر لهم المجلات الخليعة المصورة يوفر لهم كل شر في
بيته حتى يرضعوا من هذه الخبائث وتتغذى عليها أفكارهم وينشئون عليها. فواجب على
الأب أن يصون بيته عن كل ما فيه فتنة وشر وأن يطهره من كل وسيلة شر كسائر بيوت
المسلمين التي يسمع منها الذكر تلاوة القرآن صلاة الليل الخروج إلى المساجد أما
البيوت المعمورة باللهو واللعب والسهر على غير فائدة هذه بيوت لا يخرج منها إلا شر
ولا تنتج إلا شرًّا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، على الوالد أيضًا أن
يكون قدوة حسنة في نفسه أما أنه يأمر الأولاد بالطاعة والعبادة وهو بخلاف ذلك لا
يصلي مع الجماعة لا يقوم للصلاة يشرب الدخان أمامهم إلى غير ذلك من السلوك السيئ
فإن أولاده سيقتدون به ولا يحملون أقواله على الجد وإنما يحملونها على المحمل
السيئ ويقولون: لو كان صادقًا فيما يقول لعمل به. فواجب على الوالد أن يكون قدوة
حسنة، كذلك عليه أن يصون لسانه من السب والشتم واللعن والغيبة والنميمة؛ لئلا
يتربى أولاده على هذه الأمور ويتساهلون بها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد