ويقول الشاعر الآخر:
والنفس راغبةٌ إذا رغبتها *** وإذا ترد إلى قليلٍ
تقنع
فاجعل زمام نفسك بيدك ولا تجعل زمامك بيد نفسك وإذا حصل منك خطيئةٌ أو سيئةٌ فالله جل وعلا فتح لك باب التوبة ووعدك بالاستجابة فلا تقنط من رحمة الله وتقول: أنا فعلت وأنا فعلت أو أكثرت من الذنوب ويأتيك الشيطان ويخذلك عن التوبة فإن الله جل وعلا يقول: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤﴾ [الزمر: 53، 54] فالله جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ينزل سبحانه وتعالى كل ليلةٍ إلى سماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر فيقول: هل من سائلٍ فأعطيه؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه؟ كل ليلة. فكن ممن يحضر في هذه الساعة في آخر الليل يحضر في هذه الساعة ويسأل الله ويستغفره ويتوب إليه فتحصل على هذا الوعد الكريم من ربٍّ رحيمٍ، كذلك -أيها الأخ المسلم- إذا صدرت منك معصيةٌ أو خطيئةٌ فبادر بالتوبة ولا تؤجل تقول: سأتوب في المستقبل في يوم كذا، لا تدري لعلك تُخترم وتموت ولا تدرك هذا الأمل الذي أمَّلته فبادر بالتوبة في ساعتها قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ١٧ وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٨﴾ [النساء: 17، 18] فإذا بلغت الرُّوح
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد