الحُلْقوم فإنها لا تقبل التوبة كل الناس يتوبون في تلك الساعة في ساعة
الاحتضار كل الناس يتوبون ولكن لا تُقبَل التوبة في هذا الوقت انتهى أجلها وأمدها
فمن تاب قبل أن تغرغر روحه بالحلقوم تاب الله عليه، وأنت لا تدري متى تغرغر، متى
ينزل بك الموت قد ينزل بك الموت وأنت أقوى ما تكون قد ينزل بك الموت وأنت على
فراشك على سيارتك وأنت تمشي وأنت جالسٌ في متجرك، الموت مغيبٌ لا يعلمه إلا الله ﴿وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ
مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ﴾ [لقمان: 34] لا تدري أي
ساعةٍ ينزل بك الموت كل ساعةٍ أنت مهيأ للموت تنتظر الموت فلا تؤجل التوبة إلى
أمدٍ قد لا تدركه فتفوتك التوبة وتنتقل إلى الآخرة بذنوبك ومعاصيك فعلينا جميعًا
بالمبادرة بالتوبة، كذلك -أيها الإخوة- التوبة ليست باللسان التوبة لها شروطٌ:
أولاً: أن تترك الذنب الذي تتوب
منه أما أن تتوب وأنت مقيمٌ على الذنب ولا تتركه فهذا كذبٌ وليست بتوبة ولهذا يقول
بعض السلف: استغفارنا يحتاج إلى استغفارٍ. لماذا؟ لأننا نستغفر ونحن مقيمون على
الذنب.
الشرط الثاني: أن تعزم ألا تعود إلى هذا الذنب. فإن كانت توبتك مؤقتة تتوب في وقتٍ محددٍ ثم ترجع إلى الذنوب بعد ذلك فالتوبة غير مقبولةٍ عند الله سبحانه وتعالى لأن الله يعلم ما في قلبك، فإذا كنت تتوب في وقتٍ محددٍ ثم بعده ترجع إلى الذنوب فتوبتك غير مقبولةٍ لابد أن تكون التوبة مؤبدة لابد أن تكون التوبة مستمرةً لا رجوع فيها إلى المعاصي فإن رجعت بسبب النفس الأمارة بالسوء أو تزيين الشيطان فتب مرةً ثانيةً كل ما تذنب تتوب إلى الله عز وجل فأكثر من التوبة وأحدث لكل ذنبٍ توبةً.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد