الشرط الثالث: النَّدم على ما فات أن
تتعاظم ذنبك وأن يكون على بالك فإذا ذكرت ذنبك استغفرت الله عز وجل ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ
فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ
لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [آل عمران: 135] أما إذا نسيت الذنب أو تهاونت به
فإنك تنسى الاستغفار وكما في الحديث: «أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذَنْبَهُ
كَالْجَبَلِ يَخْشَى أَنْ يَنْقَضَّ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ فإنه يَرَى
ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ يَقَع عَلَى أَنْفِهِ ثُمَّ يَطِيرُ» ([1])، فعليك ألا تنسى ذنوبك وأن تندم عليها ليحدث ذلك فيك انكسارًا بين يدي ربك
عز وجل وإكثارًا من الاستغفار وهذا دعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكرٍ
الصديق قال له قل: «رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ
وَارْحَمْنِي، إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» ([2])، كرر هذا، وفي الحديث الآخر: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ
أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا
عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا
صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي،
فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ» ([3])فأكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل والندم والانكسار والخوف من
الذنوب والمعاصي حتى تكون توبتك صادقةً ويكون استغفارك صحيحًا. فاتقوا الله عباد
الله ﴿وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ
جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 31].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: الديلمي رقم (8377).
الصفحة 5 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد