ويتآنسون فيما بينهم فرآهم يهودي وهم على هذه الحالة فساءه اجتماعهم فجاء
إليهم وجلس بينهم وجعل يذكِّرهم بالحروب التي كانت بينهم ويذكِّرهم بأشعارهم التي
يقولها بعضهم في بعضٍ فغضب بعضهم على بعضٍ وكادوا أن يقتتلوا وتواعدوا الحرب فلما
علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم وهدأهم وحذرهم من مغبة هذه
الثائرة فسكنوا، ذكَّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمة الإسلام فسكنوا وأقبل
بعضهم على بعضٍ يسلم بعضهم على بعضٍ ويبكون، فأنزل الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ
يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ ١٠٠
وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ
رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ
١٠١ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢ وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ
وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ
بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ
شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ
لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣ وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٤ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ
مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ
١٠} [آل عمران: 100-
105] والله سبحانه وتعالى أنزل هذه الآيات يذكِّر الأوس والخزرج بنعمته عليهم وما
أذهب الله عنهم من الحروب والشحناء والثارات وما ألف به بين قلوبهم فصاروا إخوانًا
متحابين، ويحذِّرهم مما يزيل هذه النعمة ويحل بهم النقمة فأثر ذلك فيهم ثباتًا
وزادهم يقينًا وانعكس الأمر على هذا اليهودي الخبيث ولا يزال اليهود وسائر الكفار
على هذا النمط يكيدون للمسلمين يريدون أن ينزعوا هذه النعمة نعمة الإسلام حتى
يصبحوا بأيديهم وفي مطامعهم ولكن الله سبحانه وتعالى