×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

يأبى إلا أن يُبقي دينه ويحمي عباده المؤمنين إذا هم صدقوا مع الله سبحانه وتعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا، أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ» ([1])، وفي الحديث الآخر: «ثَلاَثٌ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوَلِيِّ الأَْمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ» ([2])، ففي هذين الحديثين هذه الوصايا الثلاث:

الأولى: أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا وأن يخلصوا العمل لله عز وجل فإن هذا هو رأس الأمر وأساس الدين ومصدر النعمة على العباد وهو التوحيد الخالص لله عز وجل وإصلاح العقيدة التي خلقهم الله من أجلها ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56] فإذا عبدوا الله فإن الله جل وعلا يثيبهم وتكون عاقبة الأمر لهم خيرًا في الدنيا والآخرة فترجع عبادتهم وترجع عليهم بالنفع والاستقرار والأمان فالله لم يأمر بعبادته لمصلحته هو لأنه غني عنهم ﴿مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨} [الذاريات: 57، 58] وإنما أمرهم بعبادته لمصلحتهم هم ليتصلوا بالله عز وجل فيجود الله عليهم بالخير والبركات وينقذهم من النار ويدخلهم الجنة وقال: «أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»؛ لأن العبادة لا تنفع إلا إذا كانت خالصة لله عز وجل ولهذا في الحديث الثاني: «إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ»، بألا يكون فيه شركٌ فإن العمل وإن كان صالحًا وإن كان الإنسان يعبد الله فإذا عبد معه غيره


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (8799)، والبيهقي في « الشعب » رقم (7399).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (55).