بطلت عبادته لله كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: «أَنَا أَغْنَى
الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي
تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» ([1])، وفي رواية: «فَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ» ([2]).
المسألة الثانية: مناصحة ولاة الأمور الذين جعلهم الله ولاةً على المسلمين لأن اتخاذ ولاة الأمور أمرٌ ضروريٌّ للأمة لأنها لا تجتمع كلمتها ولا تتوفر قوتها إلا بقيادةٍ تقودها. لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم فلا بدَّ من القيادة، والقيادة لا تتحقق إلا مع المناصحة من الرعية والمناصحة تتلخص في أن ينصح ولي الأمر إذا حصلت أخطاءٌ منه أو من رعيته أن ينصح بإصلاح هذه الأخطاء ببيان الحق له من غير فتنةٍ ومن غير تحريش بل يبلغ بالنصيحة مباشرةً بينه وبين الناصح إما عن طريق المشافهة وإما عن طريق المكاتبة وإما عن طريق الوصية لمن يتصل به بأن يبلغه فهذا من حق الراعي على الرعية أنهم يناصحونهم فيما يرون فيه المصلحة للإسلام والمسلمين وكذلك من مناصحة ولي الأمر كف اللسان عن نشر معائب ولاة الأمور بين الناس وفي المجالس هذه خيانةٌ لولاة الأمور وإثارةٌ للفتنة هذا من الغدر والخيانة وليس من النصيحة وإنما يبلغون بما يليق بهم، يبلغون به ولا ينشر على الناس وكذلك من مناصحة ولاة الأمور أن يقوم كل مسؤولٍ في الدولة أن يقوم بعمله الذي وكل إليه القيام به على خير وجهٍ ولا يتكاسل ولا يتأخر ولا يتغيب عن عمله ولا يحابي أحدًا دون أحدٍ ولا يأخذ الرشوة وإنما يقوم بالأمر كما كلف به من غير نقصٍ فهذا من النصيحة لولي أمر المسلمين لأنه ائتمنك على هذا العمل وجعله
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2985).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد