في رقبتك وفي ذمتك فلا بد أن تقوم به على الوجه المطلوب حسب الإمكان وكذلك
من النصيحة لولي الأمر الدعاء له بالصلاح والاستقامة، وهذا من شأن السلف الصالح
أنهم كانوا يدعون لولاة أمورهم بالصلاح والاستقامة والإعانة من الله سبحانه وتعالى
لأنهم إذا صلحوا صلح الأمر وصلح المسلمون فالدعاء لهم ليس لذواتهم فقط وإنما هو
لمصلحة المسلمين ولهذا يقول الفضيل بن عياضٍ رحمه الله: لو أعلم أن لي دعوة
مستجابةً لصرفتها للسلطان. وكان السلف إذا رأوا الإنسان إذا رأوا طالب العلم لا
يدعو لولاة الأمور يتهمونه بسوء النية ويتهمونه بالغش كانوا يتهمونه والآن بالعكس
الذي يدعو لولاة الأمور متهمٌ بأنه مداهنٌ وأنه منافقٌ وأنه وأنه... انتكست الأمور
فنحن لا ندعو لولاة الأمور إلا لأن في ذلك مصلحة المسلمين جميعًا لأنهم إذا صلحوا
أصلح الله بهم الأمة وحمى بهم الدين فالدعاء لهم أمرٌ ضروري.
الثالثة: «وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا» ([1])، هذه وصيةٌ عظيمةٌ أننا نتمسك بالكتاب والسنة في أنفسنا وفي أعمالنا وفيما بيننا وفي خصوماتنا واختلافاتنا نتمسك بالكتاب والسنة لأن فيهما الهدى والبيان والرشاد والخير لمن تمسك بهما، قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2])، والله جل وعلا يقول: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]
([1]) أخرجه: أحمد رقم (8799)، والبيهقي في « الشعب » رقم (7399).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد