×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

فدل على أنه لا يحصل الاجتماع اجتماع الكلمة إلا بالاعتصام بكتاب الله أما إذا أخذ كلُّ واحدٍ له مذهبًا واتخذ كل واحدٍ له منهجًا وتفرقت الأمة إلى أحزاب وإلى طوائف فإنها تضيع وتتناحر فلا بد أن تكون الأمة متفقةً متحدةً على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يرضي الناس إلا الكتاب والسنة ولا يرضيهم شيءٌ غير الكتاب والسنة فلا بد من الاعتصام بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ننبذ الخلافات وننبذ التفرق وننبذ التعصب ونرجع إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59] وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ أَن يَقُولُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٥١ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ ٥٢} [النور: 51، 52] فهذه أمورٌ نبهنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تضمن لنا بقاء كلمتنا وبقاء قوتنا ووحدتنا، كانت هذه البلاد كغيرها من البلدان الأخرى في تشتتٍ وفي ضياعٍ كل قريةٍ يحكمها حاكمٌ يستقل بها عن القرية الأخرى كانت فيها إماراتٌ وحكامٌ متعددون لا يخضعون لسلطانٍ واحدٍ وكانوا في العقائد أيضًا سرى عليهن ما سرى على الناس من الخرافات والبدع والمحدثات والشركيات وكانوا يتحاكمون إلى الأنظمة وإلى عوائد البوادي والأعراف فلما منَّ الله عليها بدعوة الشيخ الإمام المجدِّد الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله دعاهم إلى التوحيد وإلى الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى الحكم بما أنزل الله وقامت الدولة على هذا الأساس واستمرت -ولله الحمد- إلى وقتنا هذا فهذه نعمةٌ 


الشرح