×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 القلبية العقلية وذلك بتربيتهم على العقيدة الصحيحة وعلى عبادة الله وفعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله وعلى الأخلاق الفاضلة والسلوكيات الحميدة فإن الأولاد ينشئون على ما رباهم عليه آباؤهم:

وينشأ ناشئ الفتيان منَّا *** على ما كان عَوَّده أبوهُ

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول للوالدين: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1]). فأمر الوالدين بأن يأمروا الأولاد قبل وجوب الصلاة عليهم وهم في سنِّ التمييز من أجل أن يتربوا على الصلاة ويعظموها وينشئوا عليها ولا يؤخروا الأمر إلى البلوغ بل عند التمييز، وإذا قارب البلوغ فإنه يضرب على ترك الصلاة ولا يكفي الأمر فعند التمييز يؤمر بدون ضرب وعند مقاربة البلوغ في سن العاشرة يؤمر ويضرب إذا لم يمتثل ولا يكفي هذا بل أيضًا يجنبون المحارم، الحُرُمات فلا يتركون يبيتون على فراش واحد تحت غطاء واحد أو في منزل واحد صغير يخلون فيما بينهم بل يفرق بينهم في المضاجع وكل واحد يرقد في مضجع مستقل عن الآخر لئلا تدب بينهم الشهوة وهم في سن المراهقة فينشئوا على فساد الأخلاق هذا إرشاد دقيق من النبي صلى الله عليه وسلم في أننا نربي أولادنا على العبادة وعلى الأخلاق الحميدة ولا نتساهل معهم ونقول هؤلاء صغار أمهلوهم حتى يكبروا فإذا تركناهم وهم صغار عجزنا عنهم وهم كبار:

إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت *** ولا تلين إذا كانت من الخشب

إن الناس في هذه الأيام يهتمون بالامتحانات في الدروس الآباء والأولاد والأمهات يهتمون بالاختبارات خشية أن يرسبوا في الامتحان


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).