وهذا أمر مستحسن وأمر طيب لأن الشاب الذي لا يتعلم يضيع في المجتمع فاليوم لا قيمة للشخص بدون تعلم ولا يسند إليه عمل بدون شهادة علمية وخبرة عملية، فالعناية بالدراسة والامتحانات أمر مستحسن ولكن لا يتوقف الأمر على هذا بل علينا أن نهتم بجميع شؤونهم ونحافظ عليهم في أداء الواجبات واجتناب المحرمات ونعزلهم عن جلساء السوء وعن دعاة الضلال الذين يتخطفونهم ليفسدوا عقولهم بالمخدرات والمسكرات وشرب الدخان والقات ويفسدوا أعراضهم بفعل الفواحش ويفسدوا دينهم بترك الصلاة وترك العبادات. إن دعاة الضلال في هذه الأيام جادون في دعوتهم ودعاة الخير متكاسلون في دعوتهم إلا من شاء الله وأول من يسأل عن الأولاد آباؤهم لأنهم أمانة في أعناقهم فالشاب إذا فسد في دينه أو في عقله أو في عرضه يصبح خسارة على والده في الدنيا والآخرة وإذا صلح صار نعمة على والده في الدنيا والآخرة؛ في الدنيا يبر به عند الكبر ويقوم بمصالحه وينوب عنه في أموره التي يضعف عنها وفي الآخرة، يدعو له قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، فالأولاد الصالحون يجري نفعهم على والديهم في الدنيا وفي الآخرة والأولاد الفاسدون يكونون ضررًا على والديهم في الدنيا والآخرة، في الدنيا يكونون حسرةً عليهم وفضيحةً عليهم أمام الناس ينظرون إليهم بحسرةً ويخجلون من تصرفاتهم وينكِّسون رؤوسهم عن الناس حياءً وخجلاً من تصرفات أولادهم وفي الآخرة لا ينفعونهم لا بدعاء ولا بصدقة ولا بمعروف ولا بتنفيذ وصايا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد