ولا بوفاء دَين ولا غير ذلك ولا شك أن الوالدين عليهما مسؤولية كبيرة في
نشأة الولد قال: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ
يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، المولود يولد على الفطرة، الفطرة السليمة النزيهة الصالحة للتوجيه مثل
التربية الصالحة للزرع ففطرة الطفل مثل التربية الطبية يزرع فيها الخير وتنتج إذا
حوفظ عليها ووجهت التوجيه السليم أما إذا أهملت أو وجهت التوجيه السيئ فسدت فصار
الطفل يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مجوسيًّا والعياذ بالله، صار من أمم الكفر بدل أن
يكون من أمة الإسلام وهذا خطر عظيم فالواجب على الوالدين أن يهتموا بأولادهم لا في
الدراسة فقط ولكن في جميع الأمور فإن الله حملهم مسؤوليتهم وسيسألهم عنهم يوم
القيامة «وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([2])، وتعظم المسؤولية حينما يشتد الخطر والخطر شديد في هذا الزمان كما تعلمون
فالواجب على الوالدين أن تتضاعف جهودهم وأن يتنبهوا لأولادهم من جميع النواحي وإن
نالهم التعب في ذلك فهم على أجر، ولا يمكن أن تحصل على الثمر بدون أن تبذل السبب
فالنتائج متوقفة على الأسباب والصلاح والفساد لهما أسباب فعلى الوالدين أن يقوما
بالأسباب الصالحة وعند الله جل وعلا النتائج والمقدرات والله جل وعلا لا يضيع أجر
المحسنين.
وإذا علم الله من الوالد صدق النية وعلم منه حسن العمل والجد والاجتهاد فإن الله يعينه ويسدِّده وكم رأينا من الوالدين الطيبين الذين اجتهدوا مع أولادهم وحافظوا عليهم كم رأينا من صلاح الأولاد
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1319).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد