واستقامة الأولاد لأن الوالدين بذلا الأسباب الطيبة، وكم رأينا من ضياع الأولاد بسبب إهمال الوالدين فالصلاح لا يأتي عفوًا بدون سبب وبدون تعب فكما أنك لا تجلس في بيتك وتنتظر الأرزاق والتجارة وأنت جالس وإنما تخرج لطلب الرزق فكيف تطلب من أولادك أن يصلحوا بدون أن تبذل السبب لصلاحهم؟! فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أن الأولاد والأموال فتنة قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [التغابن: 15] فالله يبتليكم بالأموال ويبتليكم بالأولاد لتظهر تصرفاتكم السيئة أو الحميدة والجزاء من جنس العمل.

فاتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أولادكم ولا تقصِّروا ولا تملوا واصبرا على التعب فإن التعب في هذا مخلوف والتعب في هذا مأجورون عليه وستحمدون العواقب في الدنيا والآخرة وتنسون التعب الذي حصل لكم، فاتقوا الله -عباد الله- حافظوا على أولادكم ليكونوا قرة أعين لكم ﴿وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74] لا يكونون قرة أعين بدون سبب وبدون تعب وبدون اجتهاد لا يكونون قرة أعين إلا إذا بذلتم ما تستطيعون من الاجتهاد والتربية الطيبة والمراعاة الحميدة والقدوة الحسنة وهذه مهمة أن يكون الوالد قدوةً صالحةً لأولاده.. كيف تطلب من الأولاد أن يحافظوا على الصلاة وأنت لا تحافظ عليها، كيف تطلب من الأولاد أن يتجنبوا المحرمات وأنت تقع فيها وهم يشاهدونك، كيف تطلب من الأولاد أن ينزهوا ألسنتهم عن السب والشتم والغيبة والنميمة وأنت واقع في هذه الأمور لتكن أنت أولاً قدوةً حسنةً صالحةً حتى يقبلوا منك ويتأثروا بك ويسيروا على نهجك.

---

الشرح