فاتقوا الله -عباد الله- في أنفسكم وفي أولادكم الذين هم الثروة الحقيقية
ليست الثروة كثرة الأموال ولو بلغت المليارات وإنما الثروة الولد الصالح، هذا
والله هو الثروة الولد الصالح الذي يبرُّك في حياتك ويدعو لك بعد وفاتك ويكون
امتدادًا لأثرك ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ
ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۢ
بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ﴾ [الطور: 21] آمنوا واتبعتهم ذريتهم أي هم القدوة هم القدوة الصالحة لما
رأوا من والديهم الإيمان آمنوا مثلهم يجمع الله بينهم يوم القيامة في الجنة في
منزلة واحدة لتقر أعينهم تقر أعين الجميع أعين الأولاد بآبائهم وأعين الآباء
بأولادهم واجتماع لا فرقة بعده ونعيم لا ينفد وراحة لا تنقطع وجنة عرضها السماوات
والأرض لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فاتقوا الله -عباد الله- وتأملوا في أحوالكم وتأملوا في حالتكم مع أولادكم
فالمقصر منكم يتدارك والمجتهد يستمر ﴿وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
الصفحة 6 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد