فالمسلم مهما أصابه فإنه بخير إن إصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر
فكان ذلك خيرًا له وليس ذلك إلا للمؤمن.
أما الكافر والمنافق إن أصابته سراء فإنه يبطر ويتكبر ويتجبر، وإن أصابته
ضراء فإنه يغضب ويسخط على الله جل وعلا أما المؤمن فإنه صابر محتسب في جميع
المقامات، ولا تظنوا أن المؤمنين يُتركون بلا امتحانٍ، قال الله جل وعلا بسم الله
الرحمن الرحيم ﴿الٓمٓ ١ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا
وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ
٣} [العنكبوت: 1- 3] هذه سنَّة الله في خلقه أنه يجري الابتلاء والامتحان
ليتميز الصادق في إيمانه من الكاذب في إيمانه وما أكثر من يتخلى عن دينه لأدنى شيء،
قال سبحانه: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ
وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ
ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11] المؤمن لا يتنازل عن دينه مهما كلفه الأمر ومهما بلغ به الكرب؛
فإنه واثق بوعد الله واثق بنصر الله صابر على أقدار الله سبحانه وتعالى وما أصابه
فإنه في ميزان حسناته ومكفِّر لسيئاته، فاتقوا الله -عباد الله- واثبتوا على دينكم
ولا تضعفكم هذه الفتن وهذه الشدائد فإنها ابتلاء وامتحان والعاقبة للمتقين.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 3 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد