وما يأمرك الله به. فخابوا وخسروا ولم يدركوا مطلوبهم، واستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويبين ما أرسله الله به ولا يقدرون أن يمنعوه إلى أن تُوفِّي عمه أبو طالبٍ وزوجه خديجة رضي الله عنها فحينئذٍ سنحت للكفار الفرصة لمضايقة الرسول صلى الله عليه وسلم واجتمعوا يريدون القضاء عليه، قال الله جل وعلا: {وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30] فخرج صلى الله عليه وسلم من بينهم متسللاً ولم يشعروا به واختفى في غار ثورٍ هو وصاحبه أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه فلما انقطع الطلب وآيسوا من الحصول عليه خرج صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه وركبوا راحلتين وتوجهوا إلى المدينة مهاجرين ووجد صلى الله عليه وسلم في المدينة الأنصار والأعوان واجتمع حوله جند الإسلام من المهاجرين والأنصار ولم يلبث إلا سنواتٍ قليلة حتى جاء غازيًّا أهل مكة ومعه عشرة آلاف مسلح مدجَّجين بالسلاح من المهاجرين والأنصار ففتح الله له مكة ومكَّنه من أعدائه فجلسوا ينتظرون ماذا يفعل بهم وقد تمكَّن منهم فقال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تَظُنُّونَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ؟» قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ» ([1]). ثم إنه صلى الله عليه وسلم كسر الأصنام على الكعبة وهي ثلاثمائةٍ وستون صنمًا ودخل الكعبة وغسلها وأزال ما فيها من الصور وهلَّل الله وكبَّره في نواحيها، ثم أرسل إلى اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى من يهدمها فهدمها فظهر دين الله عز وجل وجاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجًا وأنزل الله عليه: : {ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ} [المائدة: 3] ثم توفَّاه الله بعد ذلك فقام بالأمر من بعده خلفاؤه الراشدون الأئمة المهديون أبو بكر وعمر وعثمان وعليٌّ، ولما توفِّى صلى الله عليه وسلم ارتدَّ كثيرٌ من
([1]) أخرجه: البيهقي رقم (18055).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد