العرب عن دين الإسلام فقام أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه وثبت ثبات الجبال
في وجوههم وقاتلهم ومعه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخضعهم لدين الله
عز وجل، ثم في آخر عهد الخلفاء الراشدين دست اليهود رجلاً يقال له ابن السوداء
(عبد الله بن سبأ) اليهودي فأظهر الإسلام وجاء من اليمن وجعل يطعن على أمير
المؤمنين عثمان رضي الله عنه في السر ويتجول في البلاد ويؤلِّب الناس عليه فاجتمع
عليه أوباشٌ من الناس وجاؤوا إلى المدينة وحاصروا عثمان رضي الله عنه في بيته ثم
هجموا عليه فقتلوه رضي الله عنه يظنون بذلك أنهم يقضون على الإسلام يظن اليهود
أنهم بهذه المكيدة يقضون على الإسلام ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يظهر
دينه {يُرِيدُونَ
أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن
يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32] فقام بالأمر من بعده علي بن أبي
طالبٍ -رضي الله تعالى عنه- فظهرت عليه الخوارج الذين يكفِّرون المسلمين ويستحلون
دماءهم شقوا عصا الطاعة فقاتلهم رضي الله عنه في النهروان وقتل منهم مقتلةً عظيمةً
ولم يبق منهم إلا القليل فخضد شوكتهم ثم إنهم بعد ذلك تراجعوا ثم تآمروا عليه رضي
الله عنه فقتلوه غيلةً، قتلوه غيلةً في المسجد وهو يوقظ للصلاة وظنوا أنهم بذلك
يقضون على الإسلام ولكن الله ناصرٌ دينه، جاءت دولة بني أمية ثم من بعدها دولة
العباسيين وانتشر الإسلام في المشارق والمغارب ولم ينالوا خيرًا وانتشر الإسلام
رغم أنوفهم حتى بلغ المشارق والمغارب ثم جاء جيش التتار من المشرق فدَاهَم بلاد
المسلمين وقتل الخليفة العباسي وقتل من المسلمين مقتلة عظيمة وجاسوا خلال الديار
ولكن المسلمين قاوموهم في معارك كثيرةٍ حتى نصرهم الله عليهم وبقي الإسلام شامخًا
وطودًا منيعًا لم ينالوا منه كما قال الله تعالى: {إِنَّا نَحۡنُ
نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9] فحفظ الله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد