الله سبحانه وتعالى ملكًا يحكم بينهم، فقال الملك: قِيسوا ما بين البلدتين،
البلدة التي خرج منها والبلدة التي ذهب إليها، فقاسوا فوجدوه أقرب إلى الأرض
الصالحة بشبرٍ فقبضته ملائكة الرحمة. وفي روايةٍ أنه حضره الموت وعجز عن المشي صار
ينوء بصدره إلى الأرض الطيبة فقبضته ملائكة الرحمة فغفر الله له. فهذا دليلٌ على
أن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها مهما عظم من الذنوب والخطايا وأن لا تقنط من رحمة
الله ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ
أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ} [الزمر: 53] ﴿وَلَا تَاْيَۡٔسُواْ مِن
رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87]، ﴿قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن
رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾ [الحجر: 56] ولكن لا بد من التوبة ولا بد من
إصلاح العمل، ولا بد من الاستقامة على طاعة الله سبحانه والابتعاد عن معصية الله
والله يتوب على من تاب.
ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد