×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 إنكم في شهر عظيم وموسم كريم وهو شهر رمضان المبارك فاجتهدوا فيه بفعل الخيرات والتوبة من الذنوب والسيئات؛ فإنه فرصة سانحة أعطاكم الله إياها لتنتبهوا لأنفسكم وتقدموا لأنفسكم في هذا الشهر ما تجدونه عند الله مدخرًا ويكون هذا الشهر منطلقًا لكم إلى الخير في بقية العمر فهو مدرب على فعل الطاعات ومدرب عن ترك المعاصي فهو شهر تدريب على الطاعات يستمر المسلم عليها كل حياته ويتجنب معاصي الله كل حياته لا في هذا الشهر فقط وإنما هو منطلق للعبادة أن يتنبهوا لأنفسهم. وهو شهر تتنوع فيه الطاعات من صلاة وصيام وصدقات وذكر لله سبحانه وتعالى فأما الصلوات فأولها الصلوات الخمس في اليوم والليلة يحافظ عليها المسلم في أوقاتها مع جماعة المسلمين ولا يكن من الذين يسهرون الليل وينامون النهار ولا يقومون لأداء الفريضة تمر عليهم الصلوات وهم نائمون ولا يستيقظون إلا للأكل عند الإفطار فكأن مهمتهم في هذه الحياة هي الأكل يأكلون بالليل ويملؤون بطونهم ويسهرون ثم ينامون ولا يقومون إلا عند موعد الأكل للإفطار مضيعين لفرائض الله مضيعين للساعات والأوقات الشريفة في هذا الشهر وهذا من الحرمان العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأما الصيام فإنه عبادة عظيمة يترك فيه المسلم ما تشتهيه نفسه يترك الطعام والشراب ويترك أهله ويترك ملذوذاته تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى فهو صيام للبطن عن الأكل والشرب وصيام للجوارح عن المعاصي صيام للسان عن الكلام المحرم من غيبة ونميمة وشتم وقول الزور وصيام للسمع عما حرم الله من المعازف والمزامير واللهو والغيبة والنميمة ومجالس السوء صيام للبصر عما حرم الله النظر إليه يغض بصره لأنه صائم وإن كان واجبًا عليه أن


الشرح