يكف لسانه وأن يكف سمعه وأن يغض بصره في جميع
الأوقات ولكنه في هذا الشهر يتأكد عليه ذلك محافظة على صيامه؛ لأن هذه الأمور
المحرمة تجرح صيامه وتنقصه وقد تذهب بثوابه فلا يكون له من صيامه إلا الجوع والعطش
ثم أيضًا في هذا الشهر قيام الليل، وفي مقدمة ذلك صلاة التراويح في المساجد مع
المسلمين وما تيسر من التهجد في آخر الليل فليست الصلاة أو قيام الليل مقصورًا على
التراويح بل يقوم المسلم من آخر الليل ويصلي ويتهجد ويتغفر ربه في وقت السحر فيكون
له نصيب من صلاة الليل في أوله وفي آخره، وأما الصدقات فهي تنقسم إلى واجب ومستحب
فالواجب هو الزكاة التي جعلها الله ركنًا من أركان الإسلام وهي قرينة الصلاة في
كتاب الله عز وجل وقد اعتاد كثير من المسلمين أنهم يخرجون زكاة أموالهم في هذا
الشهر طلبًا لفضيلة الوقت وهذا شيء لا بأس به ولهم ما قصدوا إن شاء الله. ولكن
الزكاة يجب على المسلم أن يؤديها طيبة بها نفسه وأن يحصيها ولا يبقى منها شيء في
ذمته بل يخرج الزكاة عن جميع ماله من النقود رُبع العشر ومن السلع التي تباع
وتشترى عروض التجارة التي يبيع فيها المسلم ويشترى يقوِّمها بما تساوي عند إخراج
الزكاة يقومها يعني يثمِّنها بما تساوي ثم يخرج رُبع العشر من القيمة المقدرة التي
تساويها في السوق ويحصي ما عنده من السلع كبيرها وصغيرها مما هو معد للبيع والشراء
ولا يترك شيئًا لا يخرج زكاته لا من النقود ولا من عروض التجارة لأنها ركن من
أركان الإسلام، ولا يكفي أن المسلم يقدِّرها ويخرج مبلغًا مقطوعًا ويقول: هذا يكفي
عن الزكاة بل لا بد من الإحصاء وأن يخرج الزكاة بيقين لا بحدس وتخمين؛ لأن الذمة
لا تبرأ إلا بذلك فلا يبقى منها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد