خطران عظيمان ينفر منهما جميع الخلق. فالأمن بدون رزقٍ لا يرتاح صاحبه،
الأمن مع الجوع لا يرتاح صاحبه والرزق مع الخوف لا يتلذذ به صاحبه فلا بد من أن
يتوفر الأمن ويتوفر الرزق ولا يتوفران إلا بالإيمان والعمل الصالح وشكر الله
سبحانه وتعالى، وكفران النعم سبب لزوالها، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا
قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن
كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ
وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ﴾ [النحل: 112] لما غيَّروا غيَّر الله عليهم كما قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ
مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53] فالأشياء مربوطة بأسبابها فإذا
وجدت الأسباب وجدت المسببات بإذن الله وإذا فقدت الأسباب فقدت المسببات، والأسباب
من قبل الخلق يقومون بها ويحققونها والنتائج من قبل الله سبحانه وتعالى فعلى
المسلمين أن ينتبهوا والله جل وعلا يقول: ﴿وَإِذۡ
تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ
عَذَابِي لَشَدِيدٞ﴾ [إبراهيم: 7] فإذا كنتم تريدون استقرار الأمن وتوفر الأرزاق فعليكم بفعل
الأسباب التي جعلها الله أسبابًا لها، أما أن تهملوا الأسباب وتريدون حصول النتائج
فهذا من الحمق ومن العجز ومن تمنِّي الأماني على الله سبحانه وتعالى، إن هذه
البلاد كما تعلمون كانت تنعم بالأمن الوارف والرزق الواسع بسبب تمسكها بالإسلام،
بسبب التوحيد وبسبب الأعمال الصالحة وبسبب تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى فكانت هذه
البلاد تمتاز على غيرها من بلدان العالم بالأمن،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد