×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

كانت مضرب المثل في الأمن تفوق على الدول التي تملك الأسلحة والمدمرات والأجهزة الدقيقة والمخابرات السريعة كانت هذه البلاد تفوق جميع بلدان العالم بالأمن والاستقرار وما ذلكم إلا بتمسكها بشرع الله سبحانه وتعالى فإذا غيَّرت غيَّر الله عليها فالله جل وعلا غير على أهل مكة أهل الحرم لما غيَّروا غيَّر الله عليهم ولم ينفعهم أنهم في الحرم ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ [النحل: 112] يعني: مكة، ﴿كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ [النحل: 112]، سلط الله عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم وغزاهم ومكَّنه الله منهم بسبب أنهم كانوا كافرين بالله عز وجل فهذه البلاد إذا غيَّرت غيَّر الله عليها.

بالأمس القريب حصلت الأحداث والتفجيرات التي روعت البلاد وهزت الأمن والاستقرار ولم يكن من الناس تفكيرٌ بأسبابها إلا أنهم يقولون هؤلاء مجرمون، هؤلاء معتدون، هؤلاء ظلمةٌ وهم كذلك هم ظلمةٌ ومعتدون ومجرمون ويستحقون أقسى العقوبات عاجلاً وآجلاً ولكن لنفكر ما هي الأسباب التي سلطتهم علينا إنها من قِبَل أنفسنا فلنفكر في أنفسنا وفي أعمالنا لئلا يصيبنا ما هو أشد من ذلك هذه نُذُرٌ، هذه نُذُرٌ يجعلها الله سبحانه وتعالى ومنبهاتٌ، فإن انتبهنا دَرأ الله عنا الشر وإن استمررنا فيما نحن عليه فإننا حريون بالعقوبة التي هي أكبر من ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله. هل فكَّرنا في أعمالنا؟ الصلاة مضيَّعةٌ فيما بيننا ولا يصلي إلا أعداد قليلةٌ من عالمٍ كثيرٍ تموج بهم الشوارع والبيوت لو أنهم يحضرون المساجد لضاقت المساجد على كثرتها ولكن لا يصلي إلا القليل والكثير قابعون مع النساء في البيوت لا يخافون الله عز وجل ولا ينكر عليهم أهل البيت الذين يخرجون إلى المساجد ويصلون مع الناس يتركونهم في بيوتهم. وينفقون عليهم ويؤونهم ولا كأنهم فعلوا شيئًا، إن الله لما رأى هذا من بني إسرائيل لعنهم على ألسنة أنبيائهم 


الشرح