×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ٧٨ كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ٧٩} [المائدة: 78، 79] وهذا ليس خاصًّا ببني إسرائيل وإنما هو موعظةٌ وتنبيهٌ لكم قصَّه الله علينا لئلا نحذو حذوهم فيحل بنا ما حل بهم ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لما تلا هذه الآية قال: «كَلاَّ وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَي السَّفِيهِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ يَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ أَنْبِيَائِهِمْ» ([1])، والسعيد من وُعظ بغيره، أليست المحرمات تنتهك. أليس الربا متفشيًّا بين الناس ولا يخافون الله عز وجل. أليس الغش والمكر والكذب في المعاملات والخيانة متفشية في معاملات الناس ولا ينتبهون لهذه الأمور وهذا الظلم. إن الله أهلك أمةً بأسرها في بخسها للمكاييل والموازين كما قص الله ذلك عليكم في نبأ مدين في بخس المكاييل والموازين أفلا نتعظ ونعتبر ونطيب مكاسبنا من الحرام، ونحافظ على الصلاة، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. الله جل وعلا يقول: ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١} [الحج: 40، 41] فمن يريد التمكين في الأرض ويريد الأمن


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4336)، وأبو يعلى رقم (5035)، والطبراني في « الكبير » رقم (10267).