والاستقرار فليعمل بهذه الآية الكريمة وإلا
التمنِّي على الله لا يُجدي شيئًا فإن الله جل وعلا ليس بينه وبين أحدٍ نسبٌ فمن
عصاه عاقبه ومن أطاعه أكرمه ﴿إِنَّ
أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13] لا ينظر الله إلى أجسامكم ولا إلى
أموالكم ولا إلى أجسادكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. فعلينا أن نأخذ من هذه
الأحداث عبرة وأن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى وأن نحاسب أنفسنا فإن الله جل وعلا
يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون.
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق بعد الأنبياء لما حصل من
بعضهم معصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحدٍ حصلت بالمسلمين مصيبةٌ
ونكبةٌ بسبب هذه المعصية التي حصلت من بعضهم حتى أنها نالت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فشجَّ في وجنته وهشم المِغْفر على رأسه صلى الله عليه وسلم وغاصت منه
حلقتان في رأسه وسقط في حفرة بسبب معصيةٍ حصلت من بعض أصحابه، قال الله جل وعلا: ﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم
مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ﴾ [آل عمران: 165] ما هو
السبب؟ يتساءلون ما هو سبب هذه الهزيمة؟ يجاهدون مع الرسول صلى الله عليه وسلم
وحصلت بهم هذه النكبة وهم الصحابة! ﴿قُلۡتُمۡ
أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ
شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [آل عمران: 165] ﴿مِنۡ
عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ﴾ [آل عمران: 165] أنتم السبب في هذا؛ وذلك أن جماعة من الصحابة خالفوا أمر
الرسول صلى الله عليه وسلم أوقفهم في مكانٍ وقال لهم لا تتركوا هذا المكان سواءً
انتصرنا أو هُزِمنا لكنهم لما رأوا بدايات النصر للمسلمين ظنوا أن المعركة قد
انتهت فغادروا المكان وتركوه مع أن قائدهم ذكَّرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم
فلم يلتفتوا إلى قوله وعصوا وتركوا المكان فسلط الله عليهم الكفار مرة ثانية
وداروا عليهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد