النصيحة وما خالفها فهو نفاق وغش وخيانة لأن من
الناس من يتظاهر بالخير ولكنه يبطن الشر فهذا ليس ناصحًا لله ولا لكتابه ولا
لرسوله ولا لأئمة المسلمين وعامتهم بل يكون منافقًا خائنًا خاليًّا من الإيمان ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والنصيحة لله أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى حق الإيمان وأن تعبده مخلصًا له
الدين وأن تطيع أوامره وتجتنب ما نهاك عنه وتتمسك بشريعته ظاهرًا وباطنًا مخلصًا
لله الدين متجنبًا للشرك والبدع والخرافات على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم هذه
هي النصيحة لله الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته وإفراده بالعبادة وترك عبادة ما
سواه، ترك الرياء والسمعة.
وأما النصيحة لكتاب الله وهو القرآن فمعناها الإيمان بأنه كلام الله منزَّل
غير مخلوق وتعلمه وتعليمه والعمل به والإكثار من تلاوته واتباع ما يأمر به واجتناب
ما ينهى عنه.
والنصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان برسالته وتصديقه صلى الله
عليه وسلم وطاعته وتجنُّب ما نهى عنه ومحبته صلى الله عليه وسلم أشد من محبة النفس
والولد والوالد والناس أجمعين هذا هو النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيم أحاديثه وسُنَّته والعمل بها وترك ما خالفها.
والنصيحة لأئمة المسلمين ولاة أمور المسلمين طاعتهم في غير معصية، السمع
والطاعة لهم في المنشط والمكره في غير معصية الله سبحانه وتعالى.
قال الله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59] قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ» ([1])، قال: «مَنْ يُطِعْ الأَْمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الأَْمِيرَ فَقَدْ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد