عَصَانِي» ([1])، فالنصيحة لولي أمر المسلمين اعتقاد إمامته وصحة ولايته وطاعته والقيام بالعمل الذي يكله إلى أحد أفراد الرعية القيام بالعمل الوظيفي على الوجه المطلوب وكذلك من النصيحة لولي الأمر الدعاء له بالصلاح والاستقامة لأن صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين، وكذلك من النصيحة لولي الأمر أن يناصح فيما يخطئ فيه لأنه بشر يخطئ ويصيب فيناصح فيما يقع منه من الخطأ بالوسيلة الصحيحة التي تؤدي الغرض، النصيحة له سرًّا إيصال النصيحة إليه سرًّا إما بالمشافهة وإما بالمكاتبة وإما بالواسطة إيصال النصيحة إليه بالطريقة المناسبة وبالأسلوب المناسب الذي يؤثر عليه وينفع الله به قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ» ([2])، ومناصحة ولي الأمر ليست خاصة بمناصحته في الخطأ الذي قد يقع منه بل المناصحة في جميع الأمور بالسمع والطاعة وتحبيبه للناس وتحبيب الناس إليه، وجمع الكلمة وتصفية القلوب حتى يكون المجتمع متماسكًا يكون المجتمع متعاونًا على البر والتقوى لا يكون فيه اختلاف وتفرق وتشتت آراء وأهواء، أما الذين يشغلون أنفسهم في عيب ولاة الأمور وذكر معائبهم في المجالس أو في الأشرطة أو في غير ذلك هذه خيانة مخالفة للنصيحة هذا تشهير هذه غيبة محرمة هذا تفريق بين الراعي والرعية وفيها مفاسد عظيمة فهذه الأمور مع ولي الأمر يجب مراعاتها؛ لأن اجتماع المسلمين تحت قيادة
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2797)، ومسلم رقم (1835).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد