منهم ولو كانت هذه القيادة ليست كقيادة الخلفاء الراشدين فيها نقص لكن ما
داموا مسلمين ما داموا على الإيمان فإننا نتحمل ما يقع من الخطأ الذي يمكن تحمله
والذي لا يمكن يعالج بالنصيحة السرية التي يحصل بها المقصود ويندفع بها المكروب.
والنصيحة لعامة المسلمين كذلك بجمع كلمتهم وتوحيد صفهم وإزالة الفتن التي تحدث بينهم، الإصلاح بين الناس إصلاح ذات البين، ومن أعظم النصيحة لهم دعوتهم إلى الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتعليمهم الخير ونهيهم عن الشر، تجنب الغيبة والنميمة والشتم وقول الزور الذي يجرح القلوب ويفسد المودة بين المسلمين وإذا حصل اختلاف بين أحد من المسلمين يسعى في إصلاحه ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1] ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤} [الأنفال: 2- 4] ذكر هذه الآية بعد قوله: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1] لأن هذا من مقومات المجتمع جمع الكلمة ودحر العدو ومسرَّة الصديق وإغاظة الكافر أما إذا وقع اختلاف بين المسلمين فإن هذا يفرق الكلمة ويسيء الظن بعضهم ببعض يبغض الراعي إلى الرعية ويبغض الرعية إلى الراعي ويبغض الناس بعضهم مع بعض فتحصل بذلك المفاسد والمسلم يسعى في الإصلاح ولا يشيع الكلام المفسد والشائعات الخبيثة ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِين} [الحجرات: 6] فعلى المسلم أن يتثبت في الأمور، وإذا ثبت لديه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد