×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

شيء غير سائغ فإنه يسعى في إصلاحه بالطرق الشرعية الكفيلة بحصول النتيجة ولا يجعل هذا مجالاً للحديث في المجالس ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النور: 19] فهذا حديث عظيم ومنهج قويم يجب على المسلمين أن يسيروا عليه لأنه شمل كل الدين.

قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» ([1])، ثم ذكرها وفصَّلها النصيحة فيما بين العبد وبين ربه، النصيحة مع كتاب الله عز وجل، النصيحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، النصيحة مع ولي الأمر، النصيحة مع عامة المسلمين هذا هو الدين. أما الذي يخلُّ بشيء من هذه النصيحة أو من أنواعها فإنه لا يكون صاحب دين يكون مختلًّا في دينه خللاً عظيمًا فعلى المسلم أن يكون ناصحًا في ظاهره وناصحًا في باطنه وناصحًا في أقواله وناصحًا في أعماله ومعاملاته، ومن النصيحة لعامة المسلمين الصدق في المعاملة في البيع والشراء والمقاولات والتجارات والشركات وغير ذلك يكون المسلم ناصحًا مع أخيه المسلم لا يغش ولا يخون ولا يخدع ولا يخون الأمانة التي اؤتمن عليها بينه وبين إخوانه المسلمين؛ لأن من تعامل معك فقد استنصحك فإذا خنته فإنك تكون خائنًا لعامة المسلمين بتعاملك مع الناس بالمكر والخديعة والأيمان الكاذبة والخصومات الفاجرة والاستيلاء على أموال الناس بالحيل، والاستيلاء على أموال الناس بكل وسيلة تحصل عليها بدون نظر إلى كونها شرعية أو غير شرعية هذه هي الخيانة ومن ابتلي بذلك فإن في دينه نظرًا والعياذ بالله.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (55).