×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

فالمسلم يكون ناصحًا في جميع أموره حتى يسلم له دينه فإن النبي صلى الله عليه وسلم حصر الدين في النصيحة فهذا حديث شامل لجميع أمور الدين يجب النصيحة فيها، يكون المسلم ناصحًا يعني خالصًا من الغش في جميع تعاملاته مع ربه مع القرآن مع السنة مع ولي أمر المسلمين مع عامة المسلمين يكون ناصحًا حتى مع الكفار إذا تعامل المسلم مع الكفار فلا يخونهم بل يفي لهم أما إذا خان الكفار فإنهم يحسبون هذا على الإسلام ويقولون هذا هو دين الإسلام دين الغدر والخيانة، فالمسلم أُمر بالوفاء بالعقود ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ [المائدة: 1] ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا [النحل: 91] فالوفاء مطلوب وهو من النصيحة حتى مع العدو إذا تعاهدنا معه أو أمناه في بلادنا أو استقدمناه لعمل يقوم به من مصالحنا فإننا يجب أن نحافظ عليه، وأن نحفظ عليه دمه وماله وعرضه حتى يرجع إلى وطنه حتى نُظهر الإسلام بمظهر الوفاء ومظهر الكمال، هذا هو الواجب على كل مسلم والمسلمون يد واحدة المسلمون كالبنيان يشد بعضه بعضًا، المسلمون كالجسد الواحد فيجب أن نتعاون على إصلاح أمورنا وإصلاح ديننا وإصلاح معاملاتنا وتعاملنا مع الناس مسلمين أو كفارًا، نتعامل بالمعاملة الصحيحة المبنية على الوفاء، المبنية على النقاء، المبنية على الظاهر والباطن لا غش لا خديعة لا مكر، هذا هو المسلم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [التوبة: 91].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

***


الشرح