ويأخذ على هذا، هذا هو القمار والميسر وليس هذا مما استثناه النبي صلى الله
عليه وسلم، وكذلك يكون القمار في المعاملات فكل معاملةٍ فيها غررٌ وجهالةٌ
ومخاطرةٌ فإنها من الميسر ومن القمار لأنه يشترط في المعاملات أن تكون خاليةً من
الجهالة ومن الغرر وأن تكون معلومة فكل معاملة غير معلومةٍ ولا يدرى ما فيها فإنها
من القمار ومن الميسر، وكذلك المساهمات الأسهم التي لا يعرفها الإنسان ولا يدري
بماذا تتعامل ومن الذي يتعامل بها لا بد إذا ساهم الإنسان في شركةٍ أو في أي شيءٍ
أن يعرف هذه الأسهم بماذا تتعامل وما هي فوائدها وأرباحها، هل هي مما أحل الله أو
مما حرم الله فإذا كان لا يعرفها فهي من القمار والقمار يصبح الرجل غنيًّا في لحظة
أو فقيرًا في لحظةٍ واحدةٍ بدون حركةٍ وبدون كدٍّ ولا كسبٍ وهو جالسٌ يربح
الملايين والمليارات في لحظةٍ أو يخسر الملايين والمليارات وهو جالس في لحظةٍ
واحدةٍ هذا هو القمار هذا هو الميسر الذي حرمه الله. طلب المال يحتاج إلى كد يحتاج
إلى كسبٍ ويحتاج إلى معلوميةٍ وإحاطةٍ فإذا كان مجهولاً مغمورًا لا يدري ما هو ولم
يتحرك صاحبه وإنما يبيع ويشتري بالاسم فقط دون أن يستلم أو يسلم شيئًا وإنما لك
مليارٌ عليك مليارٌ خسارةً وهو جالسٌ، هذا هو القمار.
فاتقوا الله -عباد الله- واقنعوا بالحلال فإن فيه غنية عن الحرام وفي
الحلال بركةٌ وخيرٌ في الدنيا والآخرة ولو كان يسيرًا فإن فيه الخير والبركة ولا
تغرنكم الأموال التي تأتي من الطرق المحرمة ولو كانت كثيرةً فإنها ممحوقة البركة
وعذابٌ على أهلها في الدنيا والآخرة.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد