وقدره ويتمنَّى ضرر أخيه بزوال النعمة عنه، ولو أنه سأل الله من فضله إذ رأى على أخيه خيرًا سأل الله مثله لكان ذلك طيبًا ومشكورًا عند الله سبحانه وتعالى، قال تعالى، ﴿وَلَا تَتَمَنَّوۡاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِۦ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٞ مِّمَّا ٱكۡتَسَبُواْۖ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٞ مِّمَّا ٱكۡتَسَبۡنَۚ وَسَۡٔلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا﴾ [النساء: 32]، فلو أنه سأل الله من فضله لأعطاه الله مثل أخيه أو خيرًا منه والله غنيٌّ حميدٌ، أما أن يتمنى زوال النعمة عن أخيه فإن هذا هو الحسد المذموم الذي يأكل الحسنات، كذلكم -يا عباد الله- مما يأكل الحسنات ظلم الناس والتعدي عليهم فقد يكون للإنسان أعمالٌ صالحةٌ يأتي بها يوم القيامة ثم يأتي وقد ضرب هذا وقد قتل هذا وقد أخذ مال هذا وقد سبَّ هذا وشتم هذا وكلُّ واحدٍ يأخذ من حسناته حتى إذا لم يبق له حسنةٌ أُخذ من سيئات المظلومين فطرحت عليه وطرح في النار. يا للخسارة والمصيبة تذهب أعماله وهو ينظر إليها وهو بحاجة إليها وهي نجاته من النار تذهب من بين يديه وتؤخذ للمظلومين! ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ لأَِخِيهِ مَظْلمَةٌ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَأُعْطِيت لِلْمَظْلُومِينَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِينَ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ وَطُرِحَ فِي النَّارِ» ([1]). ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكذلك مما يبطل الأعمال الإعجاب بها والرياء والسمعة أن يحب الإنسان أن يمدح في أعماله وأن يثنى عليه في الطاعة والعبادة فهذا يذهب عمله هباءً منثورًا كما قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6169)، ومسلم رقم (2581).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد