يترقب أن يلحقوه ودعا ربه أن يهديه سواء السبيل وأن ينجيه من القوم الظالمين، فلما وصل إلى مدين ورد الماء ليشرب وجد امرأتين تذودان غنمهما يعني أنهما تدفعان الغنم عن الورود والغنم عطاشٌ والمرأتان تدفعهما عن ورود الماء فسألهما: ما شأنكما؟ ما بالكما لا تَرِدان؟ فأخبرتاه أنهما لا يوردان الغنم حتى يصدر الرعاء لأنهما امرأتان ضعيفتان امرأتان اثنتان ولا يستطيعان إيراد الغنم؛ لضعف المرأة، فأدركته الرحمة أدركته الرحمة والنجدة والشهامة على ما فيه من التعب فقام فسقى الغنم ثم تنحَّى إلى ظلٍ قريبٍ ودعا ربه ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ﴾ [القصص: 24] فلما ذهبت المرأتان إلى أبيهما -وكان شيخًا كبيرًا- أخبرتاه الخبر أرسل إليه إحداهما يطلب حضوره ﴿فَجَآءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِي عَلَى ٱسۡتِحۡيَآءٖ قَالَتۡ إِنَّ أَبِي يَدۡعُوكَ لِيَجۡزِيَكَ أَجۡرَ مَا سَقَيۡتَ لَنَاۚ﴾ [القصص: 25] هذا أول الفرج وهذا نتيجة الإحسان لما أحسن إلى المرأتين أحسن الله إليه «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» ([1]) فذهب إلى الشيخ الكبير وذكر له القصة فطمأنه وقال له: لا تخف نجوت من القوم الظالمين ثم عرض عليه أن يستأجره لرعي الغنم مدة ثماني سنواتٍ أو عشر سنواتٍ وأن يزوجه ابنته فقبل موسى وأجَّر نفسه بنفقته وإعفاف فرجه ورعى الغنم فلما انتهى الأجل حمل امرأته راجعًا إلى مصر وبينما هو في الطريق وفي ظلمة الليل وشدة البرد ضل الطريق وأخطأ الطريق، ظلام ليلٍ وشدة بردٍ وضياعٌ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2699).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد