بِيَدِهِ إِنَّهُ الآْنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْغَمِسُ فِيهَا» ([1])، مع أنهم يزعمون أنهم يعظون بهذا الكلام ولكنهم لما قالوه استنكره النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بالذي يغتاب في أعراض المسلمين، قالت عائشة رضي الله عنها كلمة في بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من فلانة كذا وكذا (تعني أنها قصيرة) فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مَزَجْتِ بِهَا الْبَحْرَ لَمَزَجَتْهُ» ([2])، كلمة واحدة، فعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى ومن صدر منه شيء من الكلام السيئ فليبادر بالتوبة والاستغفار فإذا كان هذا الكلام بينه وبين الله فليبادر بالتوبة والاستغفار فإن الله يغفر لمن تاب ويقبل توبة التائبين يغفر ذنوب المذنبين، وإن كان ذلك في حق المخلوقين تكلم في أعراضهم فإنه لابد أن يستسمحهم مع التوبة يتوب إلى الله ويطلب ممن تكلم فيهم أن يسمحوا له، لأن حق المخلوق لا يسقط إلا إذا سمح به ولكن إذا لم يتمكن من طلب المسامحة من أخيه أو يخشى أن يزيد الشر أو أن أخاه يحقد عليه إذا أخبره فعليه أن يثني عليه في المجالس التي اغتابه فيها، وأن يكثر من الاستغفار له والدعاء له أما أن يصرَّ ويبقى على غيبته ونميمته فإنه خطير وخطير، فاتقوا الله عباد الله، حاسبوا أنفسكم وتحفظوا من كلماتكم وكفوا ألسنتكم. جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه فقال: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا». كف عليك هذا (يعني اللسان) فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: أو نحن مؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟ قال: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4428)، والدارقطني رقم (339).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد