×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا» ([1])، إن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان في أحسن تقويم وذكَّره بذلك ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ ٦ ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ ٧ فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ ٨} [الانفطار: 6- 8].

إنه يجب على هذا الإنسان أن يتفكر في نفسه وأن يعتبر بما ركَّبه الله فيه فهو مُرَكب من لحم ودم وعصب وعروق ومفاصل ففي الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً وهي السُّلامى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فِي الإِْنْسَانِ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلاً»، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل في كل يوم بصدقة، فيجب عليك في كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة شكرا لله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى» ([2]).

فاتقوا الله عباد الله، ومن أعجب ما في الإنسان هذه الثلاثة سمعه وبصره وعقله الذي هو قلبه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡ‍ُٔولٗا [الإسراء: 36] ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ [الإسراء: 36] أي لا تتبع الأشياء التي لا تعلم عنها شيئًا وإنما تعتمد على الظن والتخمين فعليك أن تؤثر العافية ولا تتبع ما لا تعلمه قال صلى الله عليه وسلم: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ» ([3])


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3036)، ومسلم رقم (2643).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (5242)، وأحمد رقم (23037).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2318)، وأحمد رقم (1737).