﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ
لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ﴾ [الإسراء: 36] فالإنسان لا يقول إلا ما يعلم ولا يعمل إلا بما يعلم، وأما
ما لا يعلمه فإنه يتوقف عنه فإن دخل فيه فهو على خطر ﴿إِنَّ ٱلسَّمۡعَ
وَٱلۡبَصَرَ﴾ [الإسراء: 36] نبه على هاتين الحاستين لعظمهما: السمع الذي تسمع به
الأصوات فعليك أن تستمع إلى ما ينفعك، أن تستمع إلى القرآن الكريم، أن تستمع إلى
المواعظ إلى العلم النافع، أن تستمع إلى الحكم المفيدة، ولا تستمع إلى ما يضرك ولا
تستمع إلى الغيبة، ولا تستمع إلى النميمة، ولا تستمع إلى لغو القول وفحش الكلام،
ولا تستمع إلى المعازف والمزامير والأغاني؛ فإن هذا سماع يضرك ويؤثر في قلبك وتكون
قد استعملت هذه النعمة في غير ما خلقت له وجلبت عليك شرًّا بدل أن تجلب عليك
الخير، فاحفظ سمعك عما حرم الله واستعمله فيما يفيدك في دينك ودنياك فإنه نعمة
عندك وأنت مسئول عنه يوم القيامة.
والبصر: أعطاك الله هذا البصر وهذا النور العجيب الذي
تبصر به ما ينفعك وتعتبر بالنظر فيه في مخلوقات الله سبحانه وتعالى فتستدل بها على
عظمة الخالق سبحانه وتعالى فيورث ذلك في قلبك تعظيمًا لله وخضوعًا له وخشية له، لا
تنظر بهذا البصر إلا إلى ما يفيدك في دينك ودنياك، ولا تنظر إلى ما حرم الله، قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ
وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ
بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠ وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ
وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ
مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ
أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ
مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد