مِنَ ٱلرِّجَالِ
أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا
يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ
وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ
تُفۡلِحُونَ ٣١﴾ [النور: 30، 31] فالبصر نعمة من الله سبحانه وتعالى، واعتبر هذا بالأعمى
الذي فقد البصر ماذا تكون حاله، وبين البصير والأعمى فرق عظيم، بين البصير والأعمى
فرق عظيم، البصير بالبصر، والبصر بالبصيرة والقلب، بينهما فرق عظيم.
واعتبر منفعة السمع بمن فقد السمع وأصبح أصمَّ لا يسمع الأصوات ولا يستفيد
ولا يدري ما حوله والله سبحانه وتعالى فرَّق بين السميع والبصير والأعمى والأصم
وهذا من أعظم آيات الله سبحانه وتعالى، فعليك أن تشكر الله الذي أمدك بالسمع وأمدك
بالبصر، لا تنظر إلى العورات فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، وأين يقع هذا
السهم إذا أرسلته إنما يقع في قلبك وفي فؤادك فأنت تطلقه على نفسك فعليك أن تكف
هذا البصر عما حرم الله، فإذا غضضت بصرك عما حرم الله أورث الله لك بذلك نورًا في
قلبك وبصيرة في نفسك، أما إذا أرسلته إلى ما حرم الله فإنه يجني على قلبك ويورث في
قلبك الشهوة المحرمة التي لا تزال تشكو منها فإما أن تقع فيها -والعياذ بالله-
وإما ألا تقع فيها لكنها تقع في قلبك ولا تزال في نفسك ولو أنك غضضت طرفك من الأول
لسلمت من ذلك. استعمل البصر فيما ينفعك في معرفة الطريق في قراءة القرآن في قراءة
الكتب النافعة. استعمله في التفكير في مخلوقات الله والاعتبار بها ﴿أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي
مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٖ﴾ [الأعراف: 185] ﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ﴾ [يونس: 101] فعليك أن
تستعمل نظرك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد