الأمة صراطًا أي منهجًا معتدلاً تسير عليه، فقال جل وعلا: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153] ونحن نقرأ في كل ركعةٍ من صلاتنا سورة الفاتحة التي قراءتها ركنٌ من أركان الصلاة وفي آخرها: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧} [الفاتحة: 6، 7] والصراط هو الطريق والمستقيم هو المعتدل، فالإسلام صراطٌ وطريقٌ معتدلٌ يوصل إلى الله سبحانه وتعالى وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا مثلاً فسَّر به الآية، فخطَّ خطًّا، خطَّ على الأرض خطًّا معتدلاً وخطَّ على جنبتي هذا الخط خطوطًا أخرى، فقال للخط المعتدل: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ»، وقال للخطوط التي عن يمينه وشماله: «هَذِهِ سُبُلٌ، وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهِ» ([1])، ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153] والصراط المستقيم الذي نسأل الله أن يهدينا إياه هو صراط الإسلام الذي عليه الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، وصراط المغضوب عليهم وهم اليهود وكل من اتصف بصفتهم من كل عالمٍ لا يعمل بعلمه طريق الجفاء والإعراض، وطريق الضلال طريق الضالين هو طريق النصارى الذين يعبدون الله على جهلٍ وضلالٍ وكل من اتصف بهذه الصفة من هذه الأمة من الخرافيين والمبتدعة وأصحاب الأهواء. فهذه الأمة -ولله الحمد- أمةٌ وسطٌ بين الأمم معروفةٌ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (4437).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد