بالاعتدال والسير على المنهاج الصحيح الذي لا
عوج فيه فهي أمةٌ وسطٌ وطريقها الذي تسير عليه طريقٌ وسطٌ بين الإفراط والتفريط
وهذه منةٌ من الله جل وعلا منَّ به على هذه الأمة ولكن كما أرشد النبي صلى الله
عليه وسلم أو كما أخبر أن هناك دعاةً يدعون إلى النار ويدعون إلى الضلال يريدون أن
يخرجوا هذه الأمة إما إلى الغلو والتشدد وإما إلى الجفاء والتساهل والإعراض لا
يريدون أن تبقى هذه الأمة على الصراط المستقيم وهذا في كل زمانٍ ومكانٍ والنبي صلى
الله عليه وسلم حذَّرنا من دعاة الضلال فقال: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي
الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ([1])،و«جِدَالُ الْمُنَافِقِ فِي الْقُرْآنِ» أو: «إِنَّ أَخْوَفَ
مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ، يُجَادِلُ
بِالْقُرْآنِ» ([2]).
فهذا خطرٌ عظيمٌ وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم فما زال دعاة الضلال على امتداد التاريخ يداخلون هذه الأمة يريدون صرفها عن الصراط المستقيم، ويتبعهم على ذلك من أراد الله له الشقاوة من غوغاء الناس وجهَّالهم وأصحاب الأهواء، ويبقى على الحق أهل الإيمان والعقول الراجحة الذين ثبتهم الله سبحانه وتعالى فدعاة الضلال في كل وقتٍ يريدون صرف الأمة عن طريقها الصحيح إما إلى الإفراط والغلو والتشدد وإما إلى التفريط والتساهل والضياع واتباع الشهوات، هكذا في كل وقتٍ وقد اشتدت وطأتهم في هذا الزمان والعدو من ورائهم أعداء المسلمين يساعدون دعاة الضلال ويؤيدونهم ويرسمون لهم الخطط ويموِّلونهم بالأموال ويمدونهم بالأسلحة والذخيرة كما هو مُشاهَدٌ يريدون أن يفرقوا هذه الأمة المحمدية ولكن يأبى الله ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4252)، والترمذي رقم (2229)، وأحمد رقم (22393).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد