الخوارج في أواخر عهد الصحابة، وظهرت فرقة القدرية كذلك قام العلماء بجهادهم وبيان باطلهم وكفَّ شرهم عن الناس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون جماعة من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال صلى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ» ([1]) يكفِّرون المسلمين ويستحلون دماء المسلمين وزادوا في وقتنا بالتفجيرات ونسف المباني والمصالح وترويع الآمنين فلا بد من القيام ضدهم وبيان باطلهم وتعرية خفاياهم حتى لا يلتبس أمرهم على الناس في أنهم علماء وأنهم دعاة وأنهم مجاهدون في سبيل الله كما يقوله بعض المخدوعين فلذلك قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وظفر ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أجر من قتلهم وأعانه على ذلك صحابة رسول الله ومن معهم من المسلمين، وكذلك الله سبحانه وتعالى أمر بقتل البغاة وهم الذين يخرجون على ولي الأمر ويشقون عصا الطاعة ويفرقون الجماعة، قال الله جل وعلا: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9] قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَاءَكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ» ([2])، وأمر الله سبحانه وتعالى بمعاقبة الذين يخلون بالأمن ويقطعون السبيل ويروعون الطرق أمر الله جل وعلا بإيقاع أشد العقوبات بهم فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا
([1]) أخرجه البخاري رقم (3166)، ومسلم رقم (1064).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد