الشرط الذي علق الله عليه توفر الأمن وإذا فُقد
الشرط فُقِد المشروط إنما جعل الله الأمن للمسلمين الذين يؤمنون بالله ورسوله
ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله قال الله سبحانه وتعالى ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ
كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي
ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ
يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [النور: 55] وقد صدق الله وعده فوفَّر للمسلمين الأمن منذ بعثة محمدٍ صلى
الله عليه وسلم والمسلمون يعيشون في أمنٍ وإيمانٍ واطمئنانٍ إذا استقاموا على أمر
ربهم فإذا وفوا بما عاهدوا الله عليه وفَّى الله بوعده سبحانه لأنه لا يخلف وعده
وكلما حصل التفريط بالإيمان وشروطه وأركانه حصل من الخلل بالأمن ما يحصل كما هو
معلوم، وكانت هذه البلاد -ولله الحمد- تعيش في أمنٍ وارفٍ تحت راية التوحيد تحت
عقيدة التوحيد والعمل الصالح وتحت دولة الإسلام منذ قامت فيها دعوة التوحيد على يد
الشيخ المجدِّد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وناصره أمراء البلاد وقاموا
معه، وفَّر الله لهم الأمن والاستقرار ولكن الأعداء لا يزالون يكيدون لهذه البلاد
يكيدون لها ليزيلوا هذه النعمة عنها لأنهم حسدوها عليها ولأن هذه البلاد هي قلب
العالم الإسلامي وفيها الحَرَمان الشريفان فيها الحج والعمرة فهي قلب العالم
الإسلامي إذا توفر لها الأمن تمكن المسلمون من الحج والعمرة ومن الزيارة لبيت الله
ولمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل الكفر مازالوا يكيدون لهذه البلاد
ولأهلها ولهذه الدعوة دعوة التوحيد يكيدون لها بشتى الوسائل، ولكن الله ردهم على
أعقابهم وخيَّب آمالهم فما زال علماء هذه البلاد وما زال ولاتها
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد