ما
زالوا يقاومون هذه المكايد ويردون على أهلها ولكن في وقتنا الحاضر ازداد كيد
الأعداء وتوفر لهم من الوسائل التي يوصلون بها الشبهات ويوصلون بها التحريضات ما
لم يتوفر لمن كان قبلهم في وسائل الإعلام وفي سهولة المواصلات حتى أصبحوا يحيكون
المؤامرات لهذه البلاد عبر الفضائيات وعبر القنوات ومنها ما يسمى زورًا وبهتانًا
بقناة الإصلاح وهي في الحقيقة قناة الإفساد مكَّن لها الكفار في بلادهم وقام عليها
شرذمةٌ من الخوارج الذين بلغ الحقد في قلوبهم ما بلغ على هذه البلاد فصاروا
يصبُّون التهم والمكايد عبر هذه القناة وعبر غيرها وأهل الإيمان لا يعبؤون بهذه
الأمور لعلمهم بأنها باطلةٌ ويردونها ولكن الخوف على الدهماء على الشباب على
الجهال أنها تنطلي عليهم هذه الأمور ويصدقونها كما قال الله تعالى عن المنافقين
الأولين ﴿وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ﴾ [التوبة: 47] فمن المسلمين ضعاف الإيمان أو
الجهال من تنطلي عليه هذه الشبهات فيصدقها ويأخذ ينشرها بين الناس، والآن هناك
مجالسُ يجلس فيها هؤلاء الجهال وهؤلاء الشباب وتروَّج بينهم هذه الأفكار
ويتناقلونها مؤيدين لها أو مستغربين لكنها تنقل بينهم وتشيع بينهم والله جل وعلا
حذرنا من هذه المجالس قال سبحانه وتعالى لنبيه: ﴿وَإِذَا رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا
فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا
يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 68] وقال تعالى: ﴿وَقَدۡ
نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ
يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ
يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ
جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ١٤٠ ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمۡ فَإِن كَانَ
لَكُمۡ فَتۡحٞ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ وَإِن كَانَ
لِلۡكَٰفِرِينَ نَصِيبٞ قَالُوٓاْ أَلَمۡ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد