نَسۡتَحۡوِذۡ
عَلَيۡكُمۡ وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَلَن يَجۡعَلَ ٱللَّهُ لِلۡكَٰفِرِينَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
سَبِيلًا ١٤١﴾ [النساء: 140، 141] فهذا ديدنهم دائمًا وأبدًا
إنهم يروِّجون هذه الشائعات ويتلقفها ضعاف الإيمان والجهال عن غير قصدٍ أو عن قصدٍ
المهم أن من جلس معهم تأثر بهم، فعليكم بمحاربة هذه المجالس التي تقوم على سب
العلماء وعلى سب ولاة أمور المسلمين وعلى شحن الأفكار ضدهم لأجل تفكيك المجتمع
ولأجل التنفير بين الحاكم والمحكوم وبين الراعي والرعية حتى يتدخل الكفار وحتى
يتمكن الكفار من هذه البلاد لأن المسلمين ما داموا مجتمعين ومتعاضدين ومتعاونين
على السمع والطاعة لولاة أمورهم والنصيحة لهم فإن الكفار لن يدركوا منهم شيئًا كما
لم يدركوا من أسلافهم، فأعداء هذه البلاد على ثلاثة أصنافٍ:
الصنف الأول: الكفار وهؤلاء لا يستغرب
ما يحصل منهم لأنهم أعداءٌ للرسالة من أولها أعداءٌ للرسول صلى الله عليه وسلم
ولأصحابه وكم فعلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع أصحابه ولكن الله ردَّهم
خاسرين خائبين.
والصنف الثاني: الخوارج الذين فهموا الإسلام مقلوبًا فهموه على غير وجهه وقاموا بإيمانٍ مزيفٍ بإيمانٍ محترقٍ ليس هو الإيمان الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا يطعنون بالمسلمين كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِْيمَانِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ»، هؤلاء هم الخوارج وهم ينصبغون بالصبغة الإسلامية وبالغيرة على الدين ولكنهم بعيدون عن الدين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» ([1])، وحثَّ على قتلهم وقال: «أَيْنَمَا أَدْرَكْتُمُوهُمْ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3166)، ومسلم رقم (1064).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد