في مُلكه شيئًا وإنما هذا يرجع إلى العباد إن شكروه رضيه لهم ووفَّره
وضاعفه لهم أضعافًا كثيرة وإن كفروا فإن عذاب الله شديدٌ وهم الذين حرموا أنفسهم
والله جل وعلا أقسم بالعصر وهو الوقت لأهميته الوقت الذي نضيعه باللهو واللعب
والغفلة؛ الله أقسم به في محكم التنزيل فقال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣} [العصر: 1-3] فمن ضيع عمره
فقد خسر خسارةً لا تُعوض وسائر الإنسان ليس إنسانًا مُعينًا بل كل الإنسان الملوك
والصعاليك والعلماء والجهال والذكور والإناث﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ﴾ والأغنياء والفقراء﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي
خُسۡرٍ﴾ كل إنسان إلا من اتصف بأربع صفات:
الأولى: الإيمان بالله سبحانه
وتعالى، الثانية: العمل الصالح، الثالثة: التواصي بالحق بينهم بأن
يتآمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر ويدعوا إلى الله على بصيرة هذا التواصي بالحق
يُوصي بعضهم بعضًا بطاعة الله وينهى بعضهم بعضًا عن معصية الله سبحانه وتعالى،
والرابعة: تواصوا بالصبر على ذلك فإن هذه الأمور تحتاج إلى صبر، الإيمان والعمل
الصالح والتواصي بالحق هذه الأمور تحتاج إلى صبر والذي ليس عنده صبر لا يقوم بها.
فاتقوا الله -عباد الله- وتفكروا في أيامكم وأعماركم واستدركوا ما ضاع منكم
وأحسنوا العمل في بقية أعماركم فإن الأعمال بالخواتيم.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد