رجال التعليم اختارها العلماء لتُدرس لأبناء المسلمين، أنا أظن أن كثيرًا
من الطلاب يخرجون من الجامعات ولم يفهموا هذه المقررات لأن مدرسيهم لم يفهموهم
إياها ولم يعتنوا بها وإنما ينجحونهم في الاختبار ويمنحونهم الدرجات دون نظر إلى
محصولهم العلمي، فاتقوا الله -أيها المدرسون- إنها أمانة عظيمة في أعناقكم
وستسألون عنها يوم القيامة فاتقوا الله في أداء أمانتكم التي حملكم الله إياها
وحملكم إياها ولي أمر المسلمين وحملكم إياها آباء وأمهات هؤلاء البنين والبنات،
أنتم المسئولون عما يتطرق إلى أفكارهم، ربما يأتون إلى المدارس بأفكار، فعلى
المدرس أن يقوم بإزالتها وغسلها وإحلال الخير مكانها ونقض الشبهات التي يدلون بها
أو يلقنهم إياها أعداء الإسلام والمسلمين، فاتقوا الله -عباد الله- والزموا جماعة
المسلمين وإمام المسلمين. قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ
كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُْمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، و«عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ عَلَى
الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ» ([2])، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وبملائكته
وأمركم به فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]...
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد