المشكلة ليس بأيدي الأفراد ولا بيد العامة وإنما هو لولاة الأمور، نسأل
الله أن يوفِّقهم، نسأل الله أن يسدِّد خطاهم، نسأل الله أن يعزَّهم وأن ينصر بهم
الإسلام والمسلمين، فإن الله جل وعلا يقول: {وَإِذَا
جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ
رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ
يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ
لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 83]، فليس للخوض في هذه الأمور فائدةٌ
ومصلحةٌ للمسلمين، إنما البحث فيها والنظر فيها لأهل الحل والعقد من ولاة أمور
المسلمين وعلمائهم، أما العامة فعليهم بالتوبة والاستغفار والدعاء، الإكثار من
الدعاء فإن الله قريبٌ مجيبٌ يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، يجيب دعوة المظلوم، فنوح
قال لربه: ﴿أَنِّي مَغۡلُوبٞ
فَٱنتَصِرۡ﴾ [القمر: 10] فعلى المسلمين أن يلجؤوا إلى الله نصير المظلومين وناصر
المستضعفين وقامع الجبابرة، وقاصم الظلمة، عليهم أن يلجؤوا إليه ويدعوه ويتضرعوا
إليه فإنه سبحانه قريبٌ مجيبٌ، عليهم أن يتمسكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله وأن
يتركوا البدع والمحدثات، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ
كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ
الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، و«عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ يَدَ اللهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ،
وَمَنْ شَذَّ شَذَّ في النَّارِ» ([2])
إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد