×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

وجميع العبادات أمانة بينك وبين الله سبحانه وتعالى وهناك أمانة بينك وبين الخلق وهي الأمانة في التعامل بألا تغش في البيع والشراء ولا تخون، وأمانة في العمل الوظيفي إذا توليت أمرًا من أمور المسلمين فإنك تقوم به على الوجه المطلوب ولا تأخذ الرشوة ولا تعطل أعمال المسلمين وتضار المسلمين فمن ضار مسلمًا ضاره الله في الدنيا والآخرة، وكذلك الأمانة في حفظ الودائع وحفظ الأسرار وحفظ الأشياء التي لا يجوز إفشاؤها هذه أمانات، عظيمة «وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»، إذا خاصم عند الحكام فجر في خصومته وزيَّف وزوَّر لأجل أن يكسب القضية حتى إنه يحلف بالله وهو كاذب لأجل أن يخصم خصمه ويفلج خصمه قد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، وَهُوَ فيها كَاذِبٌ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»، قالوا: يا رسول الله وإن كان شيئًا يسيرًا قال: «وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي نَحْوَ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلاَ يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ» ([2]).

فالمؤمن لا يفجر في الخصومة وإنما يصدق سواء كان الحق له أو عليه أما الذي يفجر في الخصومات فهذا يكون فيه نفاق وربما يستحكم فيه النفاق حتى يخرج من الإيمان ويكون منافقًا خالصًا لأن صفات المنافقين يجر بعضها بعضًا حتى تتكامل في الإنسان فيكون منافقًا خالصًا النفاق الأكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، فعلينا أن نتقي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2229)، ومسلم رقم (137) واللفظ له.

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2534)، ومسلم رقم (1713).