×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

«وَاعْتِقَادٌ بِالْقَلْبِ» يقين في القلب يصدق ما ينطق به اللسان.

«وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ» فهذه هي كلية الإيمان التي لا يصح إلا بتحققها يتعلق باللسان ونطقه ويتعلق بالقلب واعتقاده ويتعلق بتحركات الأعضاء كلها، فالإيمان يشمل الأعمال الصالحة والنيات والمقاصد الطيبة والأقوال السديدة هذا هو الإيمان، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم سأله جبريل فقال: أخبرني عن الإيمان قال: «الإِْيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]). هذه أركان الإيمان التي يقوم عليها ولا يصح إلا بها وهذه الأركان هي الأساس للإيمان يتبعها أعمال كثيرة فكل الطاعات والعبادات كلها من الإيمان، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، أَعْلاَهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([2])، والإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات كلما أطاع العبد ربه وعبد ربه وامتثل أمره واجتنب نهيه زاد إيمانه، وكلما عصى الله وخالف أمره نقص إيمانه وقد يزول إيمانه بالكلية ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، والإيمان له ثمرات عظيمة فيما بين العبد وبين ربه وفيما بين العبد وبين إخوانه، فيما بين العبد وبين ربه، قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤} [الأنفال: 2- 4]، وقال سبحانه وتعالى:


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (9)، ومسلم رقم (35) واللفظ له.